حوار استراحة الثقافة مع الشاعر فاضل الحلو: ج 1

استراحة الثقافة

إليكم الجزء الاول من الحوار الشيق للرائع فاضل الحلو









ـ استراحة الثقافة: أهلا بك أستاذ فاضل في الاستراحة نتمنى أن تستمتع معنا .. قبل الشروع في إغراقك بالأسئلة :) قربنا أكثر من فاضل الحلو.. من هو؟
ـفاضل الحلو: من مواليد محافظة بابل بالعراق، العمر 37 سنه بكلوريوس فنون مسرحية ودبلوم موسيقى ،عضو نقابة الفنانين العراقيين ،عضو مؤسس لرابطة المسرحيين الشباب ،شاعر وأكتب الشعر منذ عمر السادسة عشر ،تاثرت بعدة شعراء من المتأخرين والمتقدمين ومن وضع منهاجا لي أتبعه حاليا صديقي الشاعر فائز الحداد ،و بالمناسبه أعكف حاليا على توثيق ديوانه مدان في مدن ، مؤسس تجمع مسرحيون ، مؤسس جماع’ المسرحيين المغتربين ،عضو رابطة دباء العرب ،عضو رابطة كتاب الأمة ، عضو اتحاد كتاب الأنترنت العراقيين ، عضو اتحاد كتاب الأنترنت العرب ،قدمت أعمالا مسرحية موثق’ في نقابة الفنانين العراقيين مشاريعي القادمة عديدة منها إصدار ديواني الذي تأخر كثيرا نظرا لظروف خارجة عن إرادتي..
ـ استراحة الصداقة: ما شاء الله نتشرف بك أيها القدير..أخ فاضل تعرف أن الاستراحة هدفها التعرف على أدبائنا بعيدا عن تكلف الحرف و استحضار الآخر..لهذا ما رأيك بأن نبدأ أسئلتنا بتلقائية ..
ـ فاضل الحلو: بكل سرور يسعدني ذلك.
استراحة الثقافة: أول سؤال تبادر إلى ذهني هو عن أجمل مقلب تعرضت له في حياتك..
ما هو ؟
ـ فاضل الحلو: حدث ذلك معي في أوربا وتحديدا في رمضان..جهزت الفطور و ذهبت للصلاة وقت الآذان ..ساعتها أصدقائي اتفقوا على مصيبة وهي إخفاء جميع الطعام وحين عدت للمطبخ
وجدت أن الأكل بأجمعه اختفى .. تخيلي الحالة ..والحمد لله الله هداهم و أخرجوه بعد نصف ساعة..اووووووووووووووووووووف
ـ استراحة الثقافة: الحمد لله فعلا لو ما أظهروا الطعام لكان الفاضل مسجون الآن بتهمة قتل أصحابه هههه نجاك الله أمزح فقط..رائحة الأكل ألهمتني سؤالا و هو : هل أعمال البيت مقتصرة على الزوجة فقط؟
ـ فاضل الحلو :هذه النظرة مجحفة بحق المرأة فبصمة الرجل أجدها جميلة في البيت.
ـ استراحة الثقافة :ياريت كل الرجال يتبنون رأيك..أستاذ فاضل لو أصبحت طفلا لمدة ساعة ما الشيء الذي ستقوم به؟
ـ فاضل الحلو : سأكتب أول قصيدة عشق للمرأة التي تداعب خيالي الطفولي
وبهذا سأختصر الزمن الذي قضيته بعيدا عنها...
استراحة الثقافة: ما أجمل اختصار الزمن في عين من نحب..و ما أجمل اختزال الاهتمام في عبارة تشعرنا أننا بشر كعبارة "ﺣﺎﻣﻞ ﻫﺬا ﺍﻟﺠﻮﺍﺯ ﺗﺤﺖ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﻩ الأﻣﺮﻳﻜية ﻓﻮﻕ أﻱ أﺭﺽ ﻭﺗﺤﺖ أﻱ ﺳﻤﺎﺀ"" هذه الجملة مكتوبة في أول صفحة بالجواز الأمريكي .. و مكتوب في الجواز الكندي "نحرك أسطولنا من أجلك"..فما المكتوب في الجواز العربي؟
ـ فاضل الحلو :مكتوب عزيزي المواطن في حالة فقدانك لجوازك جهز غرامة مالية غير مهزلة...
ـ استراحة الثقافة : أصبت و الله.. أظننا دخلنا مجال السياسة فما رأيك بسؤال سياسي ؟
فاضل لحلو: مرحبا تفضلي..
ـ استراحة الثقافة: ما الفرق بين الإرهابي و المرأة الثائرة ؟؟؟
ـ فاضل الحلو :كلاهما قنبلة موقوته ..
ـ استراحة الثقافة: صدقت.. إضافة إلى أن الإرهابي يمكنك التفاوض معه في حين المرأة الثائرة لا .
ـ فاضل الحلو : أخالفكم الرؤيا ..الإرهابي لا يمكن مفاوضته فطريقه مرسوم وهو أعمى أما المرأة الثائرة فعلاجها عندي قبل انفجارها على الرجل الغيور أن يسارع بضمها.. نعم ستنفجر بالتأكيد ولكن انفجارها سيكون كعطر الياسمين ..هنيئا لمن انفجرت عليه هكذا قنبلة.
ـ استراحة الثقافة :و أصبح للقنابل همس البلابل مع فاضل الحلو ..صدقت سيدي قنابل بعطر الياسمين.. الانفجار و القنابل و التفاوض ألهموني سؤالا مهما .. ما هي الجــريمــة التي تتمنـــى لـــو تستطيـــع ارتكابهــــا؟!؟
ـ فاضل الحلو: أن أحكم على صغيرتي بالسجن المؤبد داخلي..
استراحة الثقافة: جريمة حلال سيدي ..هنيئا لها سجنك...حروفك الجميلة شجعتني أن أطلب منك كتابة ومضة الآن ..ماذا ستكتب؟
ـ فاضل الحلو :ارتدى أجمل ما لديه ولم ينس قنينة العطر التي أهداها له والده .. تعطر منها وفي كل مرة يهرول للمرآة يعيد ترتيب تسريحة شعره..كان قلقا فهي المرة الأولى التي سيرى فيها الإنسانة التي أحبها ، لم يجمعهما بالسابق إلا شات فقير وكانت تعده أنه سيراها قريبا،أعطته خريطة المكان.. أقدامه تسبقه وصل بعد عناء وقف يعيد ترتيب نفسه،رن جواله التقطه بسرعة أحس بصدمة قوية .
لم يكن إلا حلما ووجد نفسه ساقطا من سريره يا لخيبته !

ـ استراحة الثقافة: سفر جميل بين فجاج الحلم و الوهم.. أستاذ فاضل ألا ترى أنه عندما نسافر إلى بعض المدن تزداد جرعة الحرية والراحة ..أحب كثيرا مدينة أصيلة المغربية..ماهي المدن التي تأسرك ؟
ـ فاضل الحلو: لا أخفيكم المدينة الوحيدة التي أشعر فيها بالحرية
هي مدينتي بابل في العراق وخصوصا آثارها تشعرني بجو مختلف عن مركزها.

ـ استراحة الثقافة :كيف لا و هي المهد و الأصل و موطن الطفولة ..هل كتبت يوما عن الطفولة أيها الفاضل ؟
ـ فاضل الحلو :نعم كتبت كثيرا لأطفال العراق، وربما في مناسبة أخرى سأضعها لكم. فهي غير متوفرة لدي الآن.

ـ استراحة الثقافة: متى يغضب فاضل الحلو ؟؟
ـ فاضل الحلو :حين أجد تهميشا لبعض إدارات المواقع على الشبكة العنكبوتية لبعض الكتاب .وهذا الشيء يوصلني إلى درجة أفقد فيها الكثير من الأصدقاء.

ـ استراحة الثقافة: أكيد أن الأنترنيت مكننا من التعرف على أصدقاء من بلدان أخرى ..هل التقيت أحدهم في الواقع؟ من هو؟
ـ فاضل الحلو : حتى اللحظة لم ألتق بأحد من أحبتي،ربما قريبا هناك عدة مشاريع قادمة مع بعضهم.

ـ استراحة الثقافة : أستاذ الفاضل من خلال الحديث معك اكتشفنا أنك إنسان جدي جدا و ربما قليل المرح ..هل هذا صحيح؟
ـ فاضل الحلو: العكس هو الصحيح ..لكني أتبع مقولة
لكل مقام مقال ولكل حادث حديث.

ـ استراحة الثقافة: و المقام هنا يريدهما معا : فاضل الجدي و المرح أيضا.
لنبتعد قليلا عن الأسئلة الرسمية .. و نعود إلى مرحلة الطفولة .. هل تتذكر اللعبة التي كان يدمنها فاضل الحلو؟
ـ فاضل الحلو: اللعبة التي كنت أدمنها في صغري
تسمى في العراق - الختيلة --وفي بعض الدول - الغماية --
وهي أن يغمض أحد الأطفال عينيه والبقية تختبئ ويبدأ البحث...
"اوووووووووووووف كنت أجننهم وربي بمصايب".

ـ استراحة الثقافة: نلعبها بالمغرب أيضا و نسميها الغماية .. أستاذ فاضل حاول أن تنسلخ منك دقيقة واحدة و ضع فاضل الحلو أمامك..كيف تصفه؟
ـ فاضل الحلو رجل يعشق الفن، يستميت من أجل خشبة المسرح، يحب فن المونتاج ..يمنح أكثر مما يأخذ ويريد الخير للجميع..من يقابله بإساءة يردها قبلة على جبينه.

ـ استراحة الثقافة:أجدك صريحا جدا لهذا سأسألك عن الشاعر المتواجد في الفيس و الذي يمكنك وصفه بالداهية؟
ـ فاضل الحلو : صديقي نبيل نعمة الجابري داهية بفنه الراقي وأسلوبه.

ـ استراحة الثقافة : جواب ذكي أستاذ فاضل..لنرى رأيك في باقي الأصدقاء لكن هذه المرة أنتظر ردا بنكهة الفكاهة.. كتبت سيناريو فيلم ..الأدوار فيه مختفلة..وزع أدوارك على بعض رواد المنتديات الثقافية..
ـ فاضل الحلو :فاضل الحلو بدور المجنون..يحيى الحميداوي مدير مستشفى المجانين..
ورووود مجنونه تعشق الرسم على الجدران..إيمان الونطدي مجنونه مهمتها الإفزاع بعد منتصف الليل ..عبد الهادي المظفر الراعي الرسمي للمجانين.
ـ استراحة الثقافة: سيكون فيلما رائعا اخترت أجمل المجانين ..أكيد أن لخشبة المسرح رهبة كبيرة هل عانقتها يوما؟
ـ فاضل الحلو :في كل مرة كنت أعانقها كأنها المرة الأولى
ـ استراحة الثقافة: ما هو الدور الذي أثر فيك كثيرا و تتذكره باستمرار؟؟؟
ـ فاضل الحلو: أدوار كثيرة كانت مؤثرة ولكن أكثرها
حين أخذت بطولة دور الشاعر حسين مردان ..والذي يلقب بشاعر الضباب وهو شاعر عراقي كبير ..كان الدور صعبا جدا وقد تقمصت الشخصية جيدا .. قرأت كثيرا للشاعر لحظتها ..حياته وسلوكياته والأصعب في الأمر كنت أضطر إلى إلقاء الكثير من نصوصه في العمل
وكان العمل يستحق هذا الجهد..كان من إخراج الدكتور العراقي محمد حسين حبيب
ونخبة من ممثلات وممثلي قسم المسرح.

ـ استراحة الثقافة: جميل جدا كم نتمنى مشاهدتك على خشبة المسرح..و بخصوص الغناء ما هو أجمل صوت عراقي لديك؟
ـ فاضل الحلو: ناظم الغزالي أعجوبة عراقية لن يكررها الزمن. نحت بصوته أجمل الأغاني.و بقى خالدا . هو الأجمل
ـ استراحة الثقافة : ما هي الأغنية التي ترددها له دائما؟
ـ فاضل الحلو: "فوك النخل" أحب هذه الأغنية و أسمعها كثيرا.
ـ استراحة الثقافة: و من هي الشخصية التي تضحك فاضل الإنسان؟
ـ فاضل الحلو: ولدت وبداخلي تركيبتان معقدتان إحداهما ضاحكة والأخرى باكية.
ـ استراحة الثقافة : أيهما تفضل؟
ـ فاضل الحلو : العدل اساس الملك ..في النهار ضاحك وفي الليل سواد مضخم
ـ استراحة الثقافة:دمت عادلا قلبا و قلما ..إذا طلبنا منك كتابة رسالة لصديق شاعر لمن توجهها؟
ـفاضل الحلو :إلى فائز الحداد سأقول له:"صديقي في لحـظات كـثيرة أقف و أطـلـق صرخـات في وجه الورق لا لشيء صدقني سوى أنني أرغب أن أنفس عما بداخلي من تداعيات
ترسبت ، أرغب بلقياك وأرغب أن أراك وأنت تكتب هذا الجمال المنسكب حين وصلني ديوانك - مدان في مدن - كنت أنصت متأملا كيف لشاعر يخط هذا الإبداع دون أن يكون قد خلق أصلا للإبداع .. من هـنا كـان لي سـؤال يا صاحبي وأخي الذي لم تلده أمي فهل لديك الإجابة عليه؟ هـل تستطيع قصاصاتنا السمو إلى معاني إنسانية وتحقيق غايتها التي هي مـصنع تفكيرنا هل هي مصائد لأرواحـنا فقط ؟ أم هي نُـقـط بدايات لانطلاقاتنا نحو سكينة نبحث عنها ؟لقد أأسرت نفسي في نـطـاق حـلم أن مبدأ الاختلاف الذي أطلقته في إطار القصيدة التي تكتحل أبعادها بغايات ربما يفسرها البعض بغير أهدافها المنشودة و هذا الشي يراودني كثيرا كلما هممت بكتابة نص جديد والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ولا أخفيك حين أردده بيني وبين نفسي يرعبني، من الذي يقـوى على مواجهة هذا الكم الهائل من تداعيات الطرف الآخر بعدم تفسيره المنطقي ؟ من منا سيكسر الحاجز الذي يفـصله عـن القصيدة الحلم ؟؟صديقي فائز أنت دافعي وتعلمت على يديك الكثير..ختاما لك مني باقات محبة بحجم سماء العراق.